الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» **
في ثانيه وصل الفرنساوية الى نواحي القرين وكان ابراهيم بك ومن معه وصلوا الى الصالحية وأودعوا مالهم وحريمهم هناك وضمنوا عليها العربان وبعض الجند فأخبر بعض العرب الفرنساوية بمكان الحملة فركب صاري عسكر وأخذ معه الخيالة وقصد الإغارة على الحملة وعلم ابراهيم بك بذلك أيضًا فركب هو وصالح بك وعدة من الأمراء والمماليك وتحاربوا معهم ساعة أشرف فيها الفرنسيس على الهزيمة لكونهم على الخيول وإذا بالخبر وصل الى ابراهيم بك بأن العرب مالوا على الحملة يقصدون نهبها فعند ذلك فر بمن معه على إثره وتركوا قتال الفرنسيس ولحقوا بالعرب وجلوهم عن متاعهم وقتلوا منهم عدة وارتحلوا الى قطيا ورجع صاري عسكر الى مصر وترك عدة من عساكره متفرقين في البلاد فدخل مصر ليلًا وذلك ليلة الخميس رابعه. وفي يوم الجمعة خامسه لثالث عشر مسرى القبطي كان وفاء النيل المبارك فأمر صاري عسكر بالاستعداد وتزيين العقبة كالعادة وكذلك زينوا عدة مراكب وغلايين ونادوا على الناس بالخروج الى النزهة في النيل والمقياس والروضة على عادتهم أرسل صاري عسكر أوراقًا لكتخدا الباشا والقاضي وأرباب الديوان وأصحاب المشورة والمتولين للمناصب وغيرهم بالحضور في صحبها وركب صحبتهم بموكبه وزينته وعساكره وطبوله وزموره الى قصر قنطرة السد وكسروا الجسر بحضرتهم وعملوا شنك مدافع ونفوطًا حتى جرى الماء في الخليج وركب وهم صحبته حتى رجع الى داره وأما أهل البلد فلم يخرج منهم أحد تلك الليلة للتنزه في المراكب على العادة سوى النصارى الشوام والقبط والأروام والإفرنج البلديين ونسائهم وقليل من الناس البطالين حضروا في صبحها. وفيه تواترت الأخبار بحضور عدة مراكب من الانكليز الى ثغر الاسكندرية وأنهم حاربوا مراكب الفرنساوية الراسية بالمينا وكانت أشيعت هذه الأخبار قبل وتحدث الناس بها فصعب ذلك على الفرنساوية واتفق أن بعض نصارى الشوام نقل عن رجل شريف يسمى السيد أحمد الزر ومن أعيان التجار بوكالة الصابون أنه تحدث بذلك فأمروا بإحضاره وذكروا له ذلك فقال أنا حكيت ما سمعته من فلان النصراني فأحضروه أيضًا وأمروا بقطع لسانيهما أو يدفع كل واحد منهما مائة ريال فرانسة نكالًا لهما وزجرًا عن الفضول فيما لا يعنيهما فتشفع المشايخ فلم يقبلوا فقال بعضهم أطلقوهما ونحن نأتيكم بالدراهم فلم يرضوا فأرسل الشيخ مصطفى الصاوي وأحضر مائتي ريال ودفعها في الحضرة فلما قبضها الوكيل ردها ثانيًا إليه وقال فرقها على الفقراء كما أشار وردها الى صاحبها فانكف الناس عن التكلم في شأن ذلك والواقع أن الانكليز حضروا في أثرهم الى الثغر وحاربوا مراكبهم فنالوا منهم وأحرقوا لقايق الكبير المسمى بنصف الدنيا وكان به أموالهم وذخائرهم وكان مصفحًا بالنحاس الأصفر واستمر الانكليز بمراكبهم بميناء الاسكندرية يغدون ويروحون يرصدون الفرنسيس وفي ذلك اليوم سافر عدة من عساكرهم الى بحري والى الشرقية ولما جرى الماء في الخليج منعوا دخول الماء الى بركة الأزبكية وسدوا قنطرة الدكة بسبب وطاقهم ومدافعهم وآلتهم التي فيها وفيه سأل صاري العسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتعطيل الأمور وتوقف الأحوال فلم يقبل وقال لابد من ذلك وأعطى له ثلثمائة ريال فرانسا معاونة وأمر بتعلق تعاليق وأحبال وقناديل واجتمع الفرنساوية يوم المولد ولعبوا ميادينهم وضربوا طبولهم ودبادبهم وأرسل الطبلخانة الكبيرة الى بيت الشيخ البكري واستمروا يضربونها بطول النهار والليل بالبركة تحت داره وهي عبارة عن طبلات كبار مثل طبلات النوبة التركية وعدة آلات ومزامير مخلفة الأصوات مطربة وعملوا في الليل حراقة نفوط مختلفة وسواريخ تصعد في الهواء. وفي ذلك اليوم ألبس الشيخ خليل البكري فروة وتقلد نقابة الأشراف ونودي في المدينة بأن كل من كان له دعوى على شريف فليفعها الى النقيب. وفيه ورد الخبر بأن ابراهيم بك والأمراء المصرية استقروا بغزة. وفي خامس عشره سافر عدة كبيرة من عسكر الفرنساوية الى جهة الصعيد وكبيرهم ديزه وصحبتهم يعقوب القبطي ليعرفهم الأمور ويطلعهم على المخباءات. وفي حضر القاصد الذي كان أرسله كبير الفرنساوية بمكاتبات وهدية الى أحمد باشا الجزار بعكا وذلك عند استقرارهم بمصر وصحبته أنفار من النصارى الشوام في صفة تجار ومعهم جانب أرز ونزلوا من ثغر دمياط في سفينة من سفائن أحمد باشا فلما وصلوا الى عكا وعلم بها أحمد باشا أمر بذلك الفرنساوي فنقلوه الى بعض النقاير ولم يواجهه ولم يأخذ منه شيئًا وأمره وفيه حضر جماعة من عسكر الفرنساوية الى بيت رضوان كاشف بباب الشعرية وصحبتهم ترجمان ومهندس فانزعجت زوجته وكان قبل ذلك بأيام صالحت على نفسها وبيتها بألف ريال وثلثمائة ريال وأخذت منهم ورقة ألصقتها على باب دارها وردت ما كانت وزعته من المال والمتاع عند معارفها واطمأنت فلما حضر إليها الجماعة المذكورون قالوا لها بلغ صاري عسكر أن عندك أسلحة وملابس للماليك فأنكرت ذلك فقالوا لازم من التفتيش فقالت دونكم فطلعوا من مكان وفتحوا مخبأة فوجدوا بها أربعة وعشرين شروالًا وبلكات وأمتعة وغير ذلك ووجدوا في أسلفها مخبأة أخرى بها عدة كثيرة من الطبنجات والأسلحة والبنادق وصناديق بارود وغير ذلك فاستخرجوا جميع ذلك ثم نزلوا الى تحت السلالم وفجروا الأرض وأخرجوا منها دراهم كثيرة وحجاب ذهب في داخله دنانير ثم أنزلوا صاحبة الدار ومعها جارية بيضاء وأخذوهما مع الجواري السود وذهبوا بهن فأقمن عندهم ثلاثة أيام ونهبوا ما وجدوه بالدار من فرش وأمتعة ثم قرروا عليها أربعة آلاف ريال أخرى قامت بدفعها وأطلقوها ورجعت الى دارها وبسبب هذه الحادثة شددوا في طلب الأسلحة ونادوا بذلك وإنهم بعد ثلاثة أيام يفتشون البيوت وقال الناس إن هذه حيلة على نهب البيوت ثم بطل ذلك وحصل بينها وبين مباشرها القبطي منافسة فذهب وأغرى بها ودل على ذلك. وفي عشرينه قلدوا مصطفى بك كتخدا الباشا على إمارة الحاج فحضروا الى المحكمة عند القاضي ولبس الخلعة بحضرة مشايخ الديوان والتزم بونابارته بتشهيل مهمات الحج وعمل محلًا جديدًا. وفيه سأل أصحاب الحصص الالتزام في التصرف في حصصهم فطلبوا منهم حلوانًا فلم يرتضوا بذلك فواعدهم لتمام التحرير والإملاء وقالوا كل من كان له التزام وتقسيط ناطق باسمه يحضره ويمليه ففعلوا ذلك في عدة أيام. وفيه قدروا فرضة من المال على القرى والبلاد ونشروا بذلك أوراقًا وذكروا فيها أنها تحسب من المال وقيدوا بذلك الصيارف من القبط. وفيه طلب صاري عسكر بونابارته المشايخ فلما استقروا عنده نهض بونابارته من المجلس ورجع وبيده طيلسانات ملونة بثلاثة ألوان كل طيلسان ثلاثة عروض أبيض وأحمر وكحلي فوضع منها واحدًا على كتف الشيخ الشرقاوي فرمى به الى الأرض واستفى وتغير مزاجه ونزلوا في البلاد مثل الحكام يحبسون ويضربون ويشددون في الطلب وانتقع لونه واحتد طبعه فقال الترجمان يا مشايخ أنتم صرتم أحبابًا لصاري عسكر وهو يقصد تعظيمكم وتشريفكم بزيه وعلامته فإن تميزتم بذلك عظمتكم العساكر والناس وصار لكم منزلة في قلوبهم فقالوا له لكن قدرنا يضيع عند الله وعند إخواننا من المسلمين فاغتاظ لذلك وتكلم بلسانه وبلغ عنه بعض المترجمين أنه قال عن الشيخ الشرقاوي إنه لا يصلح للرياسة ونحو ذلك فلاطفه بقية الجماعة واستعفوه من ذلك فقال إن لم يكن ذلك فلازم من وضعكم الجوكار في صدوركم وهي العلامة التي يقال لها الوردة فقالوا أمهلونا حتى نتروى في ذلك واتفقوا على اثني عشر يومًا. وفي ذلك الوقت حضر الشيخ السادات باستدعاء فصادفهم منصرفين فلما استقر به الجلوس بش له وضاحكه صاري عسكر ولاطفه في القول الذي يعربه الرجمان وأهدى له خاتم الماس وكلفه الحضور في الغد عنده وأحضر له جوكار وأوثقه بفراجته فسكت وسايره وقام وانصرف فلما خرج من عنده رفعه على أن ذلك لا يخل بالدين. وفي ذلك اليوم نادى جماعة القلقات على الناس بوضع العلامات المذكورة المعروفة بالوردة وهي إشارة الطاعة والمحبة فأنف غالب الناس من وضعها وبعضهم رأى أن ذلك لا يخل بالدين إذ هو مكره وربما ترتب على عدم الامتثال الضرر فوضعها ثم في عصر ذلك اليوم نادوا بإبطالها من العامة وألزموا بعض الأعيان ومن يريد الدخول عندهم لحاجة من الحاجات بوضعها فكانوا يضعونها إذا حضر عندهم ويرفعونها إذا انفصلوا عنهم وذلك أيام قليلة وحصل ما يأتي ذكره فتركت. وفي أواخره كانت انتقال الشمس لبرج الميزان وهو الاعتدال الخريفي فشرع الفرنساوية في عمل عيدهم ببركة الأزبكية وذلك اليوم كان ابتداء قيام الجمهور ببلادهم فجعلوا ذلك اليوم عيدًا وتاريخًا فنقلوا أخشابًا وحفروا حفرًا وأقاموا بوسط بركة الأزبكية صاريًا عظيمًا بآلة وبناء وردموا حوله ترابًا كثيرًا عاليًا بمقدار قامة وعملوا في أعلاه قالبًا من الخشب محددًا لأعلى مربع الأركان ولبسوا باقيه على سمت القالب قماشًا ثخينًا طلوه بالحمرة الجزعة وعملوا أسفله قاعدة نقشوا عليها تصاوير سواد في بياض ووضعوا قبالة باب الهواء بالبركة شبه بوابة كبيرة عالية من خشب مقفص وكسوها بالقماش المدهون مثل لون الصاري وفي أعلى القوصرة طلاء أبيض وبه تصاوير بالأسود مصور فيه مثل حرب المماليك المصرية معهم وهم في شبه المنهزمين بعضهم واقع على بعض وبعضهم ملتفت الى خلف وعلى موازاة ذلك من الجهة الأخرى بناحية قنطرة الدكة التي يدخل منها الماء الى البركة مثال بوابة أخرى على غير شكلها لأجل حراقة البارود وأقاموا أخشابًا كثيرة منتصبة مصطفة منها الى البوابة الأخرى شبه الدائرة متسعة محيطة بمعظم فضاء البركة بحيث صار عمود الصاري الكبير المنتصف المذكور في المركز وربطوا بين تلك الأخشاب حبالًا ممتدة وعلقوا بها صفين من القناديل وبين ذلك تماثيل لحراقة البارود أيضًا وأقاموا في عمل ذلك عدة أيام. واستهل شهر ربيع الثاني بيوم الأربعاء سنة 1213 فيه وردت الأخبار بأن مراد بك ومن معه لما بلغهم ورود الفرنسيين عليهم رجعوا الى جهة الفيوم وأن عثمان بك الأشقر عدى الى البر الشرقي وذهب من خلف الجبل الى أستاذه ابراهيم بك بغزة وخرج جماعة من الفرنساوية الى جهة الشرق ومعهم عدة جمال وأحمال فخرج عليهم الغزو العرب الذين يصحبونهم فأخذوا منهم عدة جمال بأحمالها ولم يلحقوهم. وفي ثالثه حشرت مكاتبة من ابراهيم بك خطابًا للمشايخ وغيرهم مضمونها أنكم تكونون مطمئنين ومحافظين على أنفسكم والرعية وأن حضرة مولانا السلطان وجه لنا عساكر وإن شاء الله تعالى عن قريب نحضر عندكم فلما وردت تلك المكاتبة وقد كان سأل عنها بونابارته فأرسلوها له وقرئت عليه فقال: المماليك كذابون ووافق أيضًا أنه حضر آغا رومي وكان معوقًا بالاسكندرية فمر بالشارع وذهب لزيارة المشهد الحسيني فشاهده الناس فاستغربوا هيئته وفرحوا برؤيته وقالوا هذا رسول الحي حضر من عند السلطان بجواب للفرنسيس يأمرهم بالخروج من مصر واختلفت رواياتهم وآراؤهم وأخبارهم وتجمعوا بالمشهد الحسيني وتبعوا بعضهم بعضًا وصادف ذلك أن بونابارته في ذلك الوقت بلغه مما نقل وتناقل بين الناس أنه ورد مكتوب من المشايخ أيضًا وأخفوه فركب من فوره وحضر الى بيت الشيخ السادات بالمشهد الحسيني وكان الوقت بعد الظهر فدخل على حين غفلة ولم يكن تقدم له مجيء وهو في كبكبة وخيول كثيرة وعساكر فانزعج الشيخ وكان منحرف المزاج ونزل إليه وهو لا يعرف السبب في مجيئه في مثل هذا الوقت على هذه الصورة فعندما شاهده سأله عن ذلك المكتوب فقال: لا علم لي بذلك ولم يكن بلغه الخبر ثم جلس مقدار ساعة وركب ومر بعسكره وطوافيه من باب المشهد والناس قد كثر ازدحامهم بالجامع والخطة وهم يلغطون ويخلطون فلما نظروه وشاهد هو جمعيتهم داخله أمر من ذلك فصاحوا بأجمعهم وقالوا بصوت عال: الفاتحة فشخص إليهم وصار يسأل من معه عن ازدحامهم فلطفوا له القول وقالوا له إنهم يدعون لك وذهب الى داره وكانت نكتة غريبة وساعة اتفاقية عجيبة كاد ينشأ منها فنتة. وفيه شرعوا في خلع البوابات والدروب غير النافذة أيضًا ونقلوا الجميع الى بركة الأزبكية عند رصيف الخشاب والبوابة الكبيرة يقطعونها نصفين ويرفعونها بالعتالين الى هناك فاجتمع من ذلك شيء كثير جدًا وامتلأ من رصيف الخشاب الى قريب وسط البركة. وفي يوم السب حادي عشره كان يوم عيدهم الموعود به فضربوا في صبيحته مدافع كثيرة. وضعوا على كل قائم من الخشب بنديرة من بنديراتهم الملونة وضربوا طبولهم واجتمعت عساكرهم بالبركة الخيالة والرجالة واصطفوا صفوفًا على طرائقهم المعروفة بينهم ودعوا المشايخ وأعيان المسلمين والقبطة والشوام فاجتمعوا ببيت صاري عسكر بونابارته وجلسوا حصة من النهار ولبسوا في ذلك اليوم ملابس الافتخار ولبس المعلم جرجس الجوهري كركه بطرز قصب على أكتافها الى أكمامها وعلى صدره شمسات قصب بأزرار وكذلك فلتيوس وتعمموا بالعمائم الكشميري وركبوا البغال الفارهة وأظهروا البشر والسرور في ذلك اليوم الى الغاية ثم نزل عظماؤهم وصحبتهم المشايخ والقاضي وكتخدا الباشا فركبوا وذهبوا عند الصاري الكبير الموضوع بوسط البركة وقد كانوا فرشوا في أسفله بسطًا كثيرة ثم إن العساكر لعبوا ميدانهم وعملوا هيئة حربهم وضربوا البنادق والمدافع فلما انقضى ذلك اصطفت العساكر صفوفًا حول ذلك الصاري وقرأ عليهم كبير قسوسهم ورقة بلغتهم لا يدري معناها الأهم وكأنها كالوصية أو النصيحة أو الوعظ ثم قاموا وانفض الجمع ورجع صاري عسكر الى داره فمد سماطًا عظيمًا للحاضرين فلما كان الغروب أوقدوا جميع القناديل التي على الحبال والتماثيل والأحمال التي على البيوت وعند العشاء عملوا حراقة بارود وسواريخ ونفوط وشبه سواقي ودواليب من قار ومدافع كثيرة نحو ساعتين من الليل واستمرت القناديل موقدة حتى طلع النهار ثم فكوا الحبال والتعاليق والتماثيل المصنوعة وبقيت البوابات المقابلة لباب الهواء والصاري الكبير وتحته جماعة ملازمون الإقامة عنده ليلًا ونهارًا من عساكرهم لأنه شعارهم وإشارة الى قيام دولتهم في وفي ثاني ليلة منه ركب كبيرهم الى بر الجيزة وسفر عساكر الى الجهة التي بها مراد بك وكذلك الى جهة الشرقية ومعهم مدافع على عجل وفيه أرسل دبوي قائمقام الى الست نفيسة وطلب منها إحضار زوجة عثمان بك الطنبرجي فأرسلت الى المشايخ تستغيث بهم فحضر إليها الشيخ محمد المهدي والشيخ موسى السرسي وقصدوا منعها فلم يمكنهم فذهبوا صحبتها ونظروا في قصتها والسبب في طلبها أنهم وجدوا رجلًا فراشًا معه جانب دخان وبعض ثياب فقبضوا عليه وقرروه فأخبر أنه تابعها وأنها أعطته ذلك ووعدته بالرجوع إليها لتسلمه شبكي دخان وفروة وخمسمائة محبوب ليوصل ذلك الى سيده فهذا هو السبب في طلبها فقالوا وأين الفراش فبعثوا لإحضاره وسألوها فأنكرت ذلك بالمرة فانتظروا حضور الفراش الى بعد الغروب فلم يحضر فقال لهم المشايخ: دعوها تذهب الى بيتها وفي غد تأتي وتحقق هذه القضية فقال: دبوي نو نو ومعناه بلغتهم النفي أي لا تذهب فقالوا له: دعها تذهب هي ونحن نبيت عوضًا عنها فلم يرض أيضًا وعالجوا في ذلك بقدر طاقتهم فلما أيسوا تركوها ومضوا فباتت عندهم في ناحية من البيت وصحبتها جماعة من النساء المسلمات والنساء الإفرنجيات فلما أصبح النهار ركب المشايخ الى كتخدا الباشا والقاضي فركبا معًا وذهبا الى بيت صاري عسكر الكبير فأحضرها وسلمها الى القاضي ولم يثبت عليها شيء من هذه الدعوة وقرروا عليها ثلاثة آلاف ريال فرانسة وذهبت الى بيت لها مجاور لبيت القاضي وأقامت فيه لتكون في حمايته. وفي يوم الخميس نادوا في الأسواق بأن كل من كان عنده بغلة يذهب بها الى بيت قائمقام ببركة الفيل ويأخذ ثمنها وإذا لم يحضرها بنفسه تؤخذ منه قهرًا ويدفع ثلثمائة ريال فرانسا وكان أحضرها باختياره يأخذ في ثمنها خمسين ريالًا قلت قيمتها أو كثرت فغنم صاحب الخسيس وخسر صاحب النفيس ثم ترك ذلك وفيه نادوا بوقود قناديل سهارى بالطرق والأسواق وأن يكون على كل دار قنديل وعلى كل ثلاثة دكاكين قنديل وأن يلازموا الكنس والرش وتنظيف الطرق من العفوشات والقاذورات. وفيه نادوا على الأغراب من المغاربة وغيرهم والخدامين البطالين ليسافروا الى بلادهم وكل من وجد بعد ثلاثة أيام يستأهل الذي يجري عليه وكرروا المناداة بذلك وأجلوهم بعدها أربعة وعشرين ساعة فذهبت جماعة من المغاربة الى صاري عسكر وقالوا له أرنا طريقًا للذهاب فإن طريق البر غير مسلوكة والانكليز واقفون بطريق البحر يمنعون المسافرين ولا نقدر على المقام في الاسكندرية من الغلاء وعدم الماء بها فتركهم. وفيه جعلوا ابراهيم آغات المتفرقة المعمار قبطان السويس وسافر معه أنفار ببيرق فرنساوي فخرج عليهم العربان في الطريق فنهبوهم وقتلوا ابراهيم آغا المذكور ومن بصحبته ولم يسلم منهم إلا القليل وفيه أهمل أمر الديوان الذي يحضره المشايخ ببيت قائد آغا فاستمروا أيامًا يذهبون فلم يأتهم أحد فتركوا الذهاب فلم يطلبوا. وفيه شرعوا في ترتيب ديوان آخر وسموه محكمة القضايا وكتبوا في شأن ذلك طومارًا. وشرطوا فيه شروطًا ورتبوا فيه ستة أنفار من النصارى القبط وستة أنفار من تجار المسلمين وجعلوا قاضيه الكبير ملطي القبطي الذي كان كاتبًا عند أيوب بك الدفتردار وفوضوا إليهم القضايا في أمور التجار والعامة والمواريث والدعاوى وجعلوا لذلك الديوان قواعد وأركانًا من البدع السيئة وكتبوا نسخًا من ذلك كثيرة أرسلوا منها الى الأعيان ولصقوا منها نسخًا في مفارق الطرق ورؤوس العطف وأبواب المساجد وشرطوا في ضمنه شروطًا وفي ضمن تلك الشروط شروطًا أخرى بتعبيرات سخيفة يفهم منها المراد بعد التأمل الكثير لعدم معرفتهم بقوانين التراكيب العربية ومحصله التحيل على أخذ الأموال كقولهم بأن أصحاب الأملاك يأتون بحججهم وتمسكاتهم الشاهدة لهم بالتمليك فإذا أحضروها وبينوا وجه تملكهم لها إما بالبيع أو الانتقال لهم بالإرث لا يكتفي بذلك بل يؤمر بالكشف عليها في السجلات ويدفع على ذلك الكشف دراهم بقدر عينوه في ذلك الطومار فإن وجد تمسكه مقيدًا بالسجل طلب منه بعد ذلك الثبوت ويدفع على ذلك الإشهاد بعد ثبوته وقبوله قدرًا آخر ويأخذ بذلك تصحيحًا ويكتب له بعد ذلك تمكين وينظر بعد ذلك في قيمته ويدفع على كل مائة اثنين فإن لم يكن له حجة أو كانت ولم تكن مقيدة بالسجل أو مقيدة ولم يثبت ذلك التقييد فإنها تضبط لديوان الجمهور وتصير من حقوقهم وهذا شيء متعذر وذلك أن الناس إنما وضعوا أيديهم على أملاكهم إما بالشراء أو بأيولتها لهم من مورثهم أو نحو ذلك بحجة قريبة أو بعيدة العهد أو بحجج أسلافهم ومورثيهم فإذا طولبوا باثبات مضمونها تعسر أو تعذر لحادث الموت أو الأسفار أو ربما حضرت الشهود فلم تقبل فإن قبلت فعل به ما ذكر ومن جملة الشروط مقررات على المواريث والموتى ومقاديرها متنوعة في القلة والكثرة كقولهم إذا مات الميت يشاورون عليه ويدفعون معلومًا لذلك ويفتحون تركته بعد أربع وعشرين ساعة فإذا بقيت أكثر من ذلك ضبطت للديوان أيضًا ولا حق فيها للورثة وإن فتحت على الرسم بإذن الديوان يدفع على ذلك الإذن مقررًا أو كذلك على ثبوت الوراثة ثم عليهم بعد قبض ما يخصهم مقرر وكذلك من يدعي دينًا على الميت يثبته بديوان الحشريات ويدفع على إثباته مقرر أو يأخذ له ورقة يستلم بها دينه فإذا استلمه رفع مقررًا أيضًا ومثل ذلك في الرزق والأطيان بشروط وأنواع وكيفية أخرى غير ذلك والهبات والمبايعات والدعاوى والمنازعات والمشاجرات والإشهادات الجزئية والكليات والمسافر كذلك لا يسافر إلا بورقة ويدفع عليها قدرًا وكذلك المولود إذا ولد ويقال له إثبات الحياة وكذلك المؤاجرات وقبض أجر الأملاك وغير ذلك. وفي نادى أصحاب الدرك على العامة بترك الفضول والكلام في أمور الدولة فإذا مر عليهم جماعة من العسكر مجروحون أو منهزمون لا يسخرون بهم ولا يصفقون عليهم كما هي عادتهم. وفيه نهبوا أمتعة عسكر القلينجية الذين كانوا عسكرًا عند الأمراء فأخذوا مكانًا بوكالة علي بك بساحل بولاق وبالجمالية وأخذوا متاعهم ومتاع شركائهم محتجين بأنهم قاتلوا مع المماليك وهربوا معهم. وفيه أحضروا محمد كتخدا أبا سيف الذي كان سردارًا بدمياط من طرف الأمراء المصريين وكان سابقًا كتخدا حسن بك الجداوي فلما حضر حبسوه في القلعة وحبسوا معه فراشًا لابراهيم بك. وفيه أمروا سكان القلعة بالخروج من منازلهم والنزول الى المدينة ليسكنوا بها فنزلوا وأصعدوا الى القلعة مدافع ركزوها بعدة مواضع وهدموا بها أبنية كثيرة وشرعوا في بناء حيطان وكرانك وأسوار وهدموا أبنية عالية وأعلوا مواضع منخفضة وبنوا على بدنات باب العزب بالرميلة وغيروا معالمها وأبدلوا محاسنها ومحوا ما كان بها من معالم السلاطين وآثار الحكماء والعظماء وما كان في الأبواب العظام من الأسلحة والدرق والبلط والحوادث والحرب الهندية وأكر الفداوية وهدموا قصر يوسف صلاح الدين ومحاسن الملوك والسلاطين ذوات الأركان الشاهقة والأعمدة الباسقة. وفيه عينت عساكر الى مراد بك وذهبوا إليه ببحر يوسف جهة الفيوم. وفي يوم الخميس سادس عشره نودي بأن كل من تشاجر مع نصراني أو يهودي يشهد أحد الخصمين على الآخر ويطلبه لبيت صاري عسكر. وفيه قتلوا شخصين وطافوا برؤوسهما وهم ينادون عليهما يوقولون هذا جزاء من يأتي بمكاتيب من عند المماليك أو يذهب إليهم بمكاتيب. وفيه نبهوا الناس بالمنع من دفن الموتى بالترب القريبة من المساكن كتربة الأزبكية والرويعي ولا يدفنون الموتى إلا في القرافات البعيدة والذي ليس له تربة بالقرافة يدفن ميته في ترب المماليك وإذا دفنوا يبالغون في تسفيل الحفر ونادوا أيضًا بنشر الثياب والأمتعة والفرش بالأسطحة عدة أيام وتبخير البيوت بالبخورات المذهبة للعفونة كل ذلك للخوف من حصول الطاعون وعدوه ويقولون إن العفونة تنحبس بأغوار الأرض فإذا دخل الشتاء وبردت الأغوار بسريان النيل والأمطار والرطوبات خرج ما كان منحبسًا بالأرض من الأبخرة الفاسدة فيتعفن الهواء فيحصل الوباء والطاعون ومن قولهم أيضًا إن مرض مريض لابد من الإخبار عنه فيرسلون من جهتهم حكيمًا للكشف عليه إن كان مرضه بالطاعون أو بغيره ثم يرون رأيه فيه. وفي يوم السبت ثامن عشره ذهبت جماعة من القواسة الذين يخدمون الفرنساوية وشرعوا في هدم التراكيب المبنية على المقابر بتربة الأزبكية وتمهيدها بالأرض فشاع الخبر بذلك وتسامع أصحاب الترب بتلك البقعة فخرجوا من كل حدب ينسلون وأكثرهم النساء الساكنات بحارات المدابغ وباب اللوق وكرم الشيخ سلامة والفوالة والناصرة وقنطرة الأمير حسين وقلعة الكلاب الى أن صاروا كالجراد المنتشر ولهم صياح وضجيج واجتمعوا بالأزبكية ووقفوا تحت بيت صاري عسكر فنزل لهم المترجمون واعتذروا بأن صاري عسكر لا علم له بذلك الهدم ولم يأمر به وإنما أمر بمنع الدفن فقط فرجعوا الى أماكنهم ورفع الهدم عنهم. وفيه كتبوا من المشايخ كتابًا ليرسلوه الى السلطان وآخر الى شريف مكة ثم إنهم بصموا منه عدة نسخ ولصقوها بالطرق والمفارق وصورته ملخصًا بعد الصدر وذكر ورودهم وقتالهم مع المماليك وهروبهم وأن جماعة من العلماء ذهبت إليهم بالبر الغربي فأمنوهم وكذلك الرعية دون المماليك وذكروا فيه أنهم من أخصاء السلطان العثماني وأعداء أعدائه وأن السكة والخطبة باسمه وشعائر الإسلام مقامة على ما هي عليه وباقية بمعنى الكلام السابق من قولهم إنهم مسلمون وإنهم محترمون القرآن والنبي وإنهم أوصلوا الحجاج المتشتتين وأكرموهم وأركبوا الماشي وأطعموا الجيعان وسقوا العطشان واعتنوا بيوم الزينة يوم جبر البحر وعملوا له شأنًا ورونقًا استجلا بالسرور المؤمنين وأنفقوا أموالًا برسم الصدقة على الفقراء وكذلك اعتنوا بالمولد النبوي وأنفقوا أموالًا في شأن انتظامه واتفق رأينا ورأيهم على لبس حضرة الجناب المحترم آغا كتخدا بكر باشا والي مصر حالًا فاستحسنا ذلك لبقاء علقة الدولة العلية وهم أيضًا مجتهدون في إتمام مهمات الحرمين وأمرونا أن نعلمكم بذلك والسلام. وفيه وقعت حادثة جزئية من جملة الجزئيات وهو أن رجلًا صيرفيًا بجوار حارة الجوانية وقع من لفظه أنه قال السيد أحمد البدوي بالشرق والسيد ابراهيم الدسوقي بالغرب يقتلان كل من يمر عليهما من النصارى وكان هذا الكلام بمحضر من النصارى الشوام فجاوبه بعضهم وأسمعه قبيح القول ووقع بينهما التشاجر فقام النصراني وذهب الى دبوي وأخبره بالقصة فأرسل وقبض على ذلك الصيرفي وحبسه وسمر حانوته وختم على داره وتشفع فيه المشايخ عدة مرات فأطلقوه بعد يومين وأرسلوه الى بيت الشيخ البكري ليؤدب هناك بالضرب أو يدفع خمسمائة ريال فرانسة فضرب مائة سوط وأطلق الى سبيله وكذلك أفرجوا عن بقية المسجونين. وفي يوم الاثنين طاف أصحاب الدرك على الأخطاط والوكائل فكتبوا أسماءها وأسماء البوابين وفي يوم الثلاثاء عمل المولد الحسيني وكان من العزم تركه في هذا العام فدس بعض المنافقين دسيسة عند الفرنسيس وذلك أنه وقعت المذاكرة بأن من المعتاد أن يعمل المولد الحسيني بعد المولد النبوي فقال بونابارته ولم لم يعملوه فقال ذلك المنافق غرض الشيخ السادات عدم عمله إلا إذا حضر المسلمون فبلغ شيخ السادات ذلك فشرع في عمله على سبيل الاختصار وحضر صاري عسكر وشاهد الوقدة ورجع داره بعد العشاء. وفيه حضر علماء الاسكندرية وأعيانها وكذلك رشيد ودمياط وبقية البنادر باستدعاء صاري عسكر ليحضروا الديوان الشرعين فيه لترتيب النظام الذي سبقت الإشارة إليه. وفيه سافر أيضًا جماعة من الفرنسيس الى جهة مراد بك ومن معه التقوا معهم وتراموا ساعة ثم انهزموا عنهم وأطمعوهم في أنفسهم فتتبعوهم الى أسفل جبل اللاهون ثم خرجوا عليهم على مثل حالهم رجالًا وتراموا معهم وأكمنوا لهم وثبتوا معهم وظهر عليهم المصريون وقتل من الفرنساوية مقتلة كبيرة. وفيه سقطت البوابة المصنوعة ببركة الأزبكية المقابلة لباب الهواء التي كانوا وضعوها في يوم عيدهم وقد تقدم شرحها ووصفها وسبب سقوطها أنهم لما منعوا الماء من دخوله للبركة وسدوا القنطرة كما تقدم علا الماء في أرض البركة وتخلخلت الأرض فسقطت تلك البوابة. وفي يوم الجمعة رابع عشرينه نبهوا على المشايخ والأعيان والتجار ومن حضر من الأقطار بالحضور الى الديوان العام ومحكمة النظام بكرة تاريخه وذلك ببيت مرزوق بك بحارة عابدين فلما أصبح يوم السبت أعادوا التنبيه بحضورهم بالديوان القديم ببيت قائد آغا بالأزبكية فتوجه المشايخ المصريخ والذين حضروا من الثغور والبلاد وحضر الوجاقات وأعيان التجار ونصارى القبط والشوام ومديرو الديوان من الفرنسيس وغيرهم جمعًا موفورًا. فلما استقر بهم الجلوس شرع ملطي القبطي الذي عملوه قاضي في قراءة فرمان الشروط وفي المناقشة فابتدر كبير المديرين في إخراج طومار آخر وناوله للترجمان فنشره وقرأه. وملخصه ومضمونه: الأخبار بأن قطر مصر هو المركز الوحيد وأنه أخصب البلاد وكان يجلب إليه المتاجر من البلاد البعيدة وأن العلوم والصنائع والقراءة والكتابة التي يعرفها الناس في هذه الدنيا أخذت عن أجداد أهل مصر الأول ولكون قطر مصر بهذه الصفات طمعت الأمم في تملكه فملكه أهل بابل وملكه اليونانيون والعرب والترك الآن إلا أن دولة الترك شددت في خرابه لأنها إذا حصلت الثمرة قطعت عروقها فلذلك لم يبقوا بأيدي الناس إلا اقدر اليسير وصار الناس لأجل ذلك مختفين تحت حجاب الفقر وقاية لأنفسهم من سوء ظلمهم ثم إن طائفة الفرنساوية بعدما تمهد أمرهم وبعد صيتهم بقيامهم بأمور الحروب اشتاقت لأنفسهم لاستخلاص مصر مما هي فيه وإراحة أهلها من تغلب هذه الدولة المفعمة جهلًا وغباوة فقدموا وحصل لهم النصرة ومع ذلك لم يتعرضوا لأحد من الناس ولم يعاملوا الناس بقسوة وأن غرضهم تنظيم أمور مصر وإجراء خلجانها التي دثرت ويصير لها طريقان: طريق الى البحر الأسود وطريق الى البحر الأحمر فيزداد خصبها وريعها ومنع القوي من ظلم الضعيف وغير ذلك استجلا بالخواطر أهلها وإبقاء للذكر الحسن فالمناسب من أهلها ترك الشغب وإخلاص المودة وإن هذه الطوائف المحضرة من الأقاليم يترتب على حضورها أمور جليلة لأنهم أهل خبرة وعقل فيسألون عن أمور ضرورية ويجيبون عنها فينتج لصاري عسكر من ذلك ما يليق صنعه الى آخر ما سطروه من الكلام قلت ولم يعجبني في هذا التركيب إلا قوله المفعمة جهلًا وغباوة بعد قوله بعد ذلك ومع ذلم لم يتعرضوا لأحد الى آخر العبارة ثم قال الترجمان نريد منكم مشايخ أن تختاروا شخصًا منكم يكون كبيرًا ورئيسًا عليكم ممتثلين أمره وإشارته فقال بعض الحاضرين الشيخ الشرقاوي فقال نونو إنما ذلك يكون بالقرعة فعملوا قرعة بأوراق فطلع الأكثر على الشيخ الشرقاوي فقال حينئذ يكون الشيخ عبد الله الشرقاوي هو الرئيس فما تم هذا الأمر حتى زالت الشمس فأذنوا لهم في الذهاب وألزموهم بالحضور في كل يوم.
|